الثلاثاء، 4 ديسمبر 2012


 

 
نحو إدارة حكيمة للأزمة

-        إلى كل التيارات الإسلامية ، إذا كان القرآن الكريم على قدسيته لم يضمن وجوده بين أيدينا تطبيق شرع الله ، فإن ألف مادة فى ألف دستور لن تضمن لنا تطبيق شرع الله ، فالقضية ليست فى الصياغة  و لكن فى التطبيق ، وعليه فإن أهم الأهداف الأن هى إيجاد رئيس و شعب – وليس رئيس فقط - يطبقون شرع الله ، فإن لم نظفر إلا برئيس  فعلينا الصبر حتى تكتمل أطراف المعادلة . ولا داعٍ أبداً إلى خلق معارك وهمية حول تطبيق الشريعة ، فالمناداة بها قبل إكتمال أطراف المعادلة نوعاً من المراهقة السياسية التى قد تؤدى إلى فشل المشروع الإسلامى فى الوقت الحاضر وضياع الفرصة .

-        إلى العقلاء من جماعة الإخوان المسلمين ، ألم يعد جلياً أن حِمل إدارة الدولة أكبر بكثير من طاقات كوادر الجماعة ، يا سادة آن الأوان للشراكة بينكم و بين أقرب التيارات لكم ، لا سيما و أن كل أفعال و أقوال التيار الإسلامى محسوبة على نظام الحكم الحالى (المتحمل تبعاته الإخوان )، و لا يخفى عليكم أن حلفاء الأمس بالإنتخابات البرلمانية  - من خارج التيار الإسلامى – كانوا هم أعداء اليوم بل والغد .

-        إلى الدكتور/ محمد مرسى رئيس الجمهورية ،أنت بين خيارين إما أن تغامر بتجاهل معارضين أو أن تنحن للعاصفة حتى تمر ، ونصيحتى لك أن تخاطب شعبك حديثاً من القلب ( مكتوب ومعدٌ بعناية فائقة ) و تطلعه على الحقيقة من أن حلم التغيير لن يكون إلا بيد المخلصين من هذا الشعب ، و أن النخبة الفاسدة لم ولن تنصح لهذا البلد ، و أنه آن الأوان لأن يملك هذا الشعب قراره و أن لا تُملِى عليه هذه النخبة الفاسدة أجنداتها ، و أن هذا الشعب الذى حرره الله لن يُختطف بعد اليوم إلا إذا هو تخاذل عن حقه فى الحياة كريما ، ثم بعد ذلك أقترح عليك أن تُنشىء إعلاناً دستورياً جديداً يتضمن الأتى (1) وقف العمل بتحصين قرارت الرئيس التالية لتاريخ الإستفتاءعلى الدستور بغض النظر عن نتائجه . (2) الدعوة لإنتخاب جمعية تأسيسية للدستور من مائة عضو بالإنتخاب المباشر من الشعب فى حال عدم موافقة الشعب على الدستور المقترح الأن ، تقوم بتعديل مواد الدستور المقترح و عرضه للإستفتاء فى موعد أقصاه شهرين من تاريخ تشكيلها.

-        وأعتقد أن بهذا التصور نكون قد وضعنا خارطة طريق واضحة المعالم لقضيتى التحصين المزعوم لقرارات الرئيس و لقضية الدستور معاً.

-        وإلى الله نمد أكف الضراعة .. اللهم دبر لعبدك مرسى فإنه لا يحسن التدبير ، فأنت بكل جميل كفيل وأنت حسبنا و نعم الوكيل .

                       محمد المرشدى    

 

 

 

 

 

 

الأربعاء، 26 سبتمبر 2012

لن نتفق إلا إذاعلمنا كيف نختلف

لن نتفق إلا إذاعلمنا كيف نختلف
قال االحكماء قديما( مُدْمِنُ قرعٍ يَلِج ) ، و قد أدمن الفرقاء فى حزب النور القرع على الفتنة ففتحت أبوابها و سقطوا فيها جميعاً ، ولا ينفع الأن أن نقول حذّرنا من هذا ، ولا يفيد أن يخرج علينا من يقول فليكن نصحنا بيننا وليس على الملأ ، فنحن أمام مجموعة من  المجاهرين المغامرين ، ووجب على يملك نصيحة أن يبرأ بها إلى الله علانية ، فهم للأسف لا يجتمعون ، و لا يتحدثون لبعضهم البعض إلا  عبر الإعلام بكل صوره ، فلا يليق بأحد أن يلزمك بما لم يلتزم به ..
و الصورة ببساطة ( كما يصفها بعض العقلاء ) أننا تزاحمنا على الباب فمنعنا بعضنا من الدخول ...... وسواء إتفقنا أم إختلفنا فنحن أمام حقيقةً أنه ليس هناك ما هو أسوأ ولم نفعله فى إدارة هذه الأزمة ، و لا نحتاج لأن ندلل على ذلك ، فيكفى أننا نحرق أهم إنجاز سياسى لنا حتى الأن ألا  و هو منصب مساعد رئيس الجمهورية ، فحرب الزعامة على الحزب ( و دعونا نسمى الأشياء بأسمائها ) ، لم يراع فيها حساب المصالح و المفاسد  ، - فأى منطق يُسوٍّغ لنا  و قد فقدنا مجلس الشعب و فى الطريق مجلس الشورى – أن نحرق أخر من يمثلنا فى دائرة صنع القرار السياسى (فعزل رئيس الحزب بهذه الصورة لا شك أنه يضعف إستقراره فى منصبه كمساعد لرئيس الجمهورية الذى تقلده كممثل لكتلة سياسية رئيسية فى المعادلة السياسية )، ناهيك عن شق الصف داخل الحزب بصورة لا تحتمل الشك ، ومما يثير الإستياء العام أن لا يعتبر صُنّاع الأزمة وجود أعضاء راشدين بالحزب على مستوى القطر المصرى كله عند إتخاذ مثل هذه القرارات ، و كأن الحزب فى نهاية الأمرهو هاتان المجموعتان و حسب ، هذه الرؤية التى إفترضت أن أعضاء الحزب هم مجموعة من القُصَّر و أنهم وحدهم هم ولاة أمرهم ،، نعم غاضبون ، نعم متشككون فى أهلية من يتصدر المشهد ، فليس هذا ما تربيّنا عليه مع الفتن ، و لا ندرى هل أفسدتنا السياسة ؟ أم أظهرت ما فينا من فساد ؟؟ يا سادة " دعوها فإنها منتة "                               محمد المرشدى

الأحد، 23 سبتمبر 2012

فى العلاقة بين الحزب و الدعوة ( 2 )


فى العلاقة بين الحزب و الدعوة ( 2 )

للأسف الشديد أن تقنين العلاقة بين الحزب و الدعوة تُرِك حتى تفاقمت الأزمة بين إدارة الحزب و إدارة الدعوة وكأننا لم ندرك منذ الأيام الأولى للعمل السياسى حتمية وضع ضوابط للتنسيق بين عمل الكيانين سيما و أن كل العقلاء يسلّمون بأن العلاقة بين الكيانين علاقة عضوية و أنه يستحيل إستغناء كيان عن الأخر ، و لكن هكذا وجدنا أنفسنا فى هذه الأزمة ، و للأسف الأشد أننا وجدنا أن من يدير الأزمة هما طرفاها ، اللذان هما فى حقيقة الأمر جزء من المشكلة و ليس جزء من الحل فى وجهة نظرنا ، حيث يدعى كل طرف إمتلاك الحق ، والحقيقة أن كلا الطرفين يمتلك جزء من الحق ، كما هى أغلب الخلافات فليس هناك طرفٌ يمتلك الحق كاملاً و إلا لما ظهر الخلاف ، إذا سلّمنا بذلك ، كان السبيل لإدارة الأزمة هو الإلتفاف حول القدر المشترك من الحق بين الفريقين ، و توفير المناخ الملائم لتبنى الفريقين للحل ، ولكن ستبقى مشكلة هى أن الحل سينجم عنه خسائر بشرية من الجانبين ، وقبل أن نشرع فى الحل يجب أن نستعرض الوضع فى إيجاز ، بدأت الخلافات الأخيرة بقرار من رئيس الحزب بالدعوة للإنتخابات الداخلية لإعادة هيكلة للحزب فى شهر رمضان عارضها أعضاء الهيئة العليا فى الحزب ، و ما لبس الطرفان أن إتفقا على تأجيل الإنتخابات و إعادة هيكلة لجنة شئون العضوية بالحزب ، إلا أنه و مع إقتراب الميعاد الجديد للإنتخابات ، أطلّت الأزمة من جديد بسبب إعتراض رئيس الحزب على الطريقة التى تدير بها لجنة شئون العضوية الإنتخابات ( مع ملاحظة أن الإتفاق كان قد تم على إعادة تشكيل هذه اللجنة إلا أنه لم يُفعًّل )، وعليه قرر رئيس الحزب بصفته وكيل المؤسسين تأجيل الإنتخابات وحل لجنة شئون العضوية ، وقابل هذا التصرف "الأحادى" من رئيس الحزب قراراً من الهيئة العليا ( و التى كانت تعارض إجراء الإنتخابات فى بادىء الأمر ) "منفردة" بإجراء الإنتخابات و بنفس تشكيل لجنة شئون العضوية ، متجاهلة بذلك قرار رئيس الحزب و إعتباره لاغيا أو كأن لم يصدر ، ولا يخف على عاقل أن هذه الأحداث يغذيها صفات شخصية فى الطرفين لا داعى للخوض فيها فمن يهمهم الأمر يعلمونها جيداً ، وإن كان كل فريق يستميت فى نفى التهمة ، إلا أنى أعتقد أن النفى بالكلية غير مقبول .

و إذا إبتعدنا عن الأزمة وجدنا أن صوت العقل يحتم إجراء الإنتخابات الداخلية فى أقرب وقت ، فكلا الطرفين تبادلا المواقع فى قبولها و الإعتراض عليها ، وتبقى الإنتخابات الداخلية هى القدر المشترك بين الفريقين فالإعتراض الحقيقى لم يكن عليها بقدر ما هو على الطريقة التى أديرت بها ، كذا يستبين لنا أن مظهر الخلاف هو وجود لجنة شئون العضوية بتشكيلها الحالى ، ومن ثمَّ يتبين أن نزع فتيل الأزمة يدور حول إعادة تشكيل لجنة شئون العضوية ، و رغم أن هذا التصور كان كفيلاً بعدم شق الصف كما هو حادث الأن وكان مانعاً من تصدير الأزمة إلى الإعلام الحاقد ، إلا أن أحداً من الطرفين لم يتبن هذا الطرح ، لذا لزم أن يتبنى هذا الطرح شخصيات مجمع عليها فى شكل لجنة من حراس المنهج لتخطى هذه العثرة ، ولعل كثيراً من هذه المشاكل ستُحل تلقائياً بإنتخابات نزيهة لا مطعن عليها تفرز لنا هيئة عليا مستقلة و قيادات غير مطعون فيها يكون ولائها للمنهج لا للأفراد ، كل ذلك كخطوة أولى نحو إستكمال بناء الحزب و  وضع ضوابط العلاقة بينه و بين الدعوة . .... و مازال للحديث بقية  .......   محمد المرشدى

الجمعة، 21 سبتمبر 2012

فى العلاقة بين الحزب و الدعوة (1)


فى العلاقة بين الحزب و الدعوة

لايختلف إثنان على أن حزب النور هو الذراع السياسى للدعوة السلفية ومناقشة هذه الفرضية نوع من العبث ، ولكن سينشأ الخلاف فى لوازم ما تحمله هذه الفرضية من معان ، وهنا يجب علينا أولاً أن نعرض ماذا يعنى أن حزب النور هو الذراع السياسى للدعوة السلفية  ، و نستطيع أن نجمل ذلك فى :

1-  أن العلاقة بين الحزب و الدعوة علاقة عضوية

2-  أن الحزب مناط به النشاط السياسى

3-  أن الدعوة هى الموجهة الفكرية للحزب

4-  أن الدعوة ككيان فوضت الكيان الحزبى بأداء الدور السياسى

5-  بإعتبار التخصص لا يجوزللكيان الدعوى ممارسة الدور السياسى

6- أننا عندنا كيانان منفصلان إدارياً و متحدان فكرياً

7-  أنه هناك هيئة مُشَكلة من أعضاء الدعوة مناط بها متابعة النشاط السياسى للحزب من خلال آلية محددة


و يلزم من ذلك أموراً نستطيع أن نجملها فى :

1-  أننا عندنا  توصيف وظيفى لكل مسئول فى الكيانين

2-  أنه تبعا لمفهوم التخصص فإن المسئول الإدارى فى كل كيان لا يباشر أى عمل فى الكيان الأخر

3-  أنه لا يوجد تصرف فضولى من العناصر الإدارية للطرفين فى دائرة الأخر، حتى لا يعود ذلك على العمل بالتعارض و إثارة المشاكل لاسيما داخل الحزب و إن كانت الدعوة ليست من المشاكل ببعيدة

4-  أننا عندنا ضوابط  مكتوبة تنظم العلاقة بين الكيانين تسمح للكيان الدعوى بممارسة الدور التوجيهى و الرقابى  للكيان الحزبى ، دونما تدخل مباشر فى الإدارة اليومية لشئون الحزب .


حتى هنا نكاد نتفق جميعاً ، حتى من فتح الله عليه بأزيد  من ذلك فهو متفق معنا على هذا القدر ، و لكننا رغم إتفاقنا سيصدمنا الأداء  السياسى المتواضع فى الأحداث الجارية ، وحتى تتضح الفكرة هيا بنا نناقش الأداء السياسى الأخير لحزب النور فى مسألة الرد على الفيلم المسىء ،، الذى حدث ببساطة أنه فور ظهور الحدث على الساحة توالت الأخطاء و كأننا ليس عندنا مؤسسات كما نزعم ، فقد سارعت رموز الدعوة بالتصريح بأنه ستكون هناك وقفة إحتجاجية أمام السفارة الأمريكية ،، وهذا بكل تأكيد عمل سياسى و ليس دعوى ، وهذا يعنى :

1- أن هناك تصرفات فضولية من رموز الدعوة مما يعنى عدم وضوح الرؤية التنظيمية للعمل

2- أنه لم يستشر الذراع السياسى حتى لإبداء الرأى

3- أنه رغم وجود كيان حزبى إلا أنه لم يجتمع بصورة رسمية كاملة لدراسة الحدث و إعطاء توصيات بردود الأفعال المتاحة و ما هو أفضلها

4- أن رموز الكيان الحزبى ممثلة فى المتحدث الرسمى و أمين الحزب خضعوا بكل بساطة للفخ الإعلامى و سارعوا بتأكيد قرار التظاهر فى وسائل الإعلام عند السفارة الأمريكية دون الرجوع لرئيس الحزب حسب ما نما إلى علمى

5-  أن الكيان الحزبى إستسلم لهذا الخطأ و لم يحاول حتى منعه !!!!!


  ولا يخفى على أحد أن الرؤية السياسية لهذه القضية ستختلف و لا شك عن الرؤية الدعوية ، إذ هناك معطيات كثيرة لم يتفكر بها من سارع بإتخاذ هذا القرار تجعلنا نضع هذا التصرف تحت باب المراهقة الساسية ، أو الخفة السياسية ،  فقد غاب عن متخذ قرار التجمهر عنذ السفارة أشياء كثيرة منها :

1- أننا بدأنا مواجهة لا نملك إنهائها لأنه سيكون فى مسرح الحدث عند السفارة أطراف أخرى تشاركنا فيها

2-  أن هذه الأطراف لا تتحد معنا أيدلوجيا و قد تورطنا فى أحداث لا نتبناها عمليا

3-  أن هناك تجارب يقينية فى أحداث سابقة فى الماضى القريب جداً كمجلس الوزراء و محمد محمود و العباسية و غيرها  ، كان على متخذ القرار وضعها فى حساباته عند إتخاذ القرار

4-  أن إحراج الدولة فى تصعيد كهذا ضد أمريكا قد يجرنا إلى ما لا يحمد عقباه ، سيما و نحن لم ندرس بشكل علمى إحتمالات تبعات هذا التصرف

5-  أنه ليس عندنا قبل الإقدام على هذا التصرف تصورات عملية لمقابلة نتائجه المحتملة

6-  أنه لا يمكن تجاهل موازين القوى و نحن نناقش أى صراع بأى صورة من الصور

7- أنه لم يراع التأثير السلبى  لهذه التصرفات على نظام الحكم المدعوم من الحزب بالبلاد الأن ، و أنه كان المفترض بداهة بموجب هذه الشراكة السياسية التنسيق معه فى إجراء كهذا

8-  أنه لا يصح فى عالم السياسة محاكاة سلوك الأخرين فى الدول الأخرى ، فلكل مقام مقال و لكل حادث حديث


إن الأداء السياسى للحزب فى حادثة الفيلم المسىء كان كاشفا ً وللأسف عن مشكلتان فى غاية الأهمية الأولى : أنه هناك تداخل سافر بين الكيان الحزبى و الكيان الدعوى لا تخطئه العين و الثانية : هى حتمية تأهيل الكوادر الحزبية بأقصى سرعة حتى لا يتسم تصرفها بهذه الصورة التى أقل ما يقال عنها أنها مراهقة سياسية أو خِفّة سياسية ...ولعل فى الفروض التى صُدٍر بها هذا الحديث كثيراً من مفاتيح الحل لهاتين المشكلتين لا سيما الأولى منهما ، و لعله من المسلمات أن المركب التى لها قائدان تغرق ، و قد آن الأوان لنُفَعِل هذه المُسلّمة بلسان حالنا لا بلسان مقالنا ،،إذ  حقيقة الأمر أننا عندنا كيانان (الدعوة و الحزب ) مرتبطان ببعضهما إرتباطا عضويا إلا أنهما سيظلان كيانين منفصلين إدارياً ، إن شئنا  بقائهما ، أما إن وحدناهما إداريا ، فهذا يعنى ببساطة إختفاء أحد الكيانين إن لم يكن كلاهما ،......و للحديث بقية ...    
    محمد المرشدى

الثلاثاء، 18 سبتمبر 2012

مهمة نفتقدها فى أداء حزب النور


                      مهمة نفتقدها فى أداء حزب النور

كان من أكبر سيئات الثورة فى أوكرانيا ورومانيا أن الثورة هناك لم يكن لها نخبة تحميها و تسوّقها بين طوائف الشعب ، ففقدت الثورة فى هذه البلاد الحماية الشعبية لها فى الفترة التالية لقيام الثورة، مما جعلها فريسة سهلة لفلول النظام السابق (مصطلح مصرى) فى هذه البلاد ، و ما أن هدأت جذوة الثورة حتى انقًض عليها هؤلاء الفلول و أعادوا الأمر إلى وضع قريب الشبه بما كان عليه قبل الثورة.

و السؤال الأن : هل حقاً قامت النخب الإسلامية ( و على رأسها حزب النور ) بدور حشد الشعب خلف القيادة الجديدة للبلاد و الممثلة فى الرئيس مرسى و الذى نعتقد أنه يحمل كثيراَ لا نقول من أهداف الثورة ، بل يحمل أغلب أهداف الحزب ؟؟؟

نستطيع الإجابة بسهولة بأن الدور المبذول لنصرة الرئيس مرسى هو أقل كثيراً من إمكانيات الحركة الإسلامية و فى القلب منها حزب النور، ومن هنا تظهر خطورة الأمر ، إذ المقدمات المتشابهه تؤدى إلى نتائج متشابهه ، فيخشى على الثورة حال تعثر الرئيس مرسى أن ينقض عليها الفلول و العلمانيين وتضيع الثورة كما ضاعت فى رومانيا و أوكرانيا و تضيع تلك الفرصة الذهبية لقيام الأمة من سباتها الذى طال كثيراً ، و عندئذ لا ينفع الندم أو الملامة ، يا أيها السادة إنهم يضعون كل التيارات الإسلامية فى سلة واحدة وهم و إن كانوا سينسبون نجاح  الرئيس مرسى لفصيل واحد من الإسلاميين ، إلا أنهم  سيُحمِلون كل الإسلاميين نتيجة الفشل حال حدوثه لا قدر الله ، و لكن ستبقى دائماً أبداً هذه القواعد الذهبية هى الحاكمة و لا ينبغى لنا أن نغفلها أبداً ونحن فى هذا الصراع ونجدها فى قوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ ) ،  و فى قوله تعالى (وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم  )  وفى قوله تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ  ، إِلاَّ تَنفِرُواْ يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلاَ تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) ، ومما سبق يتبين حتمية أداء النخب الإسلامية  لدورها فى حشد كل طاقات الأمة فى الداخل و الخارج خلف مشروع الرئيس مرسى ولا يسع أحد لا أقول من المصريين بل من المسلمين التخلف عن أداء هذا الدور ، فاللهم إستعملنا فى طاعتك و إقبلنا اللهم فى جندك فإن جندك هم الغالبون ، وصلِ اللهم وسلم على سيدنا و حبييبنا محمد و على آله و صحبه و سلٍم تسليماً كثيراً              محمد المرشدي

الاثنين، 17 سبتمبر 2012

قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِين


      


) قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِين (

      نصحنى مجموعة من المحبين بأن لا ننسى ونحن  نلتفت إلى العمل الحزبى القضية الأم وهى الدعوة إلى الله، وإلى ناصحىَ أقول إن قصر الدعوة على أنشطة المساجد كان ضرورة فرضها الواقع مع بدايات الدعوة فى العصر الحديث حيث كانت المساجد خاوية على عروشها ،فلزم الأمر أن تعمّر مساجد الله ، فضلا عن أنها كانت الأماكن الوحيدة المتاح فيها التحدث بشرع الله ، و إستثمر هذا كل أعداء الله فى الداخل و الخارج فحرصوا على حبس الدعوة إلى الله فى المساجد لتحجيمها و تقليص أثرها فى المجتمع ، و للأسف الشديد أن قصر الدعوة على المساجد رَسًخ فى أفهام الناس - من غير المنتمين إلى التيارات الإسلامية – المفهوم العلمانى فى فصل الدين عن الحياة العملية و إن كان دون قصد ، فكان مثلاً أن إستغرب الناس  مشاركة الإسلاميين فى الحياة السياسية بدعوى ماللإسلاميين و السياسة ، وقالوا  فليلزموا مساجدهم كما  كانوا ، وهذه المقولات  تعبر عن حقيقة العلمانية ( فصل الدين عن الدولة ) ، و هذا الأثر السلبى لقصر الدعوة على المساجد لم يدر أبداً بخلد الشرفاء ممن بدؤوا دعوتهم من المساجد ، ولكن هكذا إستغله شياطين الإنس فى الداخل و الخارج ، و كان من حفظ الله لهذه الدعوة المباركة أن فطن كثير من الدعاة إلى الله إلى حتمية خروج الدعوة من المساجد إلى كل مناحى الحياة لولا أن كل قوى الشر فطنت لخطورة ذلك على مصالحهم فحاربوا ذلك بكل الصور ، والأن و بعد أن فتح الله علينا و تغير الحال فنحن نعتقد أنه قد وجب علينا أن ندعوا إلى الله فى كل مناحى الحياة ، ومما لاشك فيه أن الأحزاب لا سيما من يحمل منها فكراَ إسلاميا ستكون من أهم السبل لتعريف الناس بالحق ، و مما لاشك فيه أيضاَ أن الإنخراط فى العمل الحزبى السياسى هو تفعيل للمشروع الإسلامى  بتقديم النموذج العملى للدولة المسلمة  و المجتمع المسلم  عن طريق المشاركة فى الحكم سواء بسن القوانين أو الرقابة أو مباشرة الحكم فعلاً  ، وهذه الرؤية - الشاملة لكل مناحى الحياة - للدعوة لا ينازع أحد فى أنها هى الهدف النهائى للدعوة ، حيث سيُعَبد الناس فى كل حياتهم لله عز وجل ، وبناء على هذا الطرح يتبين أهمية الأحزاب و الكيانات الرسمية النظامية الكبيرة وأن الدعوة فيها إلى الله فى المستقبل القريب ستكون أكثر تأثيراً فى المجتمع  وقد جاء فى الأثر عن عثمان بن عفان و قيل عن عمر بن الخطاب رضى الله عنهما (إن الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن)، فإلى كل المحبين الذين نصحونا أطمئنهم بل أدعوهم إلى هذا السبيل فهو إن شاء الله السبيل ... محمد المرشدى

الجمعة، 7 سبتمبر 2012

من نحن وماذا نريد ؟


من نحن و ماذا نريد ؟؟؟؟

     نحن ببساطة شديدة مجموعة من أعضاء حزب النور بالغربية  إبتهجنا كثيرا للخطوات الإصلاحية بالحزب من إنتخابات و إعادة هيكلة ( ليس لأن الحزب كان به عوار ، ولكن لأن حجم الحزب يحتم عليه بناءً أقوى و دوراً أكثر فاعلية ) ،، و إنزعجنا جداً من تزامن هذا الإنجاز مع بعض الإستقالات (و إن كانت محدودة جغرافيا ) من بعض قيادات العمل بالحزب ، لذا كان لزاما علينا التحرك لرأب الصدع و نصيحة الإخوان بأن يكونوا جزءً من الحل و لا يكونوا جزءً من المشكلة ، و نراعى حق كل من وثق بنا و أيدنا فى الإنتخابات وحمَلنا الأمانة ، منطلقين من مبدأ راسخ أن هذا الأمر دين .

        ونحن نأمل من كل من يستعمله الله فى قيادة العمل الحزبى أن يسعى لتحقيق الأهداف التالية :

        1- أن لا يكون العضو بالحزب مجرد صوت إنتخابى يستدعى حال الإنتخابات ثم لا يتم التواصل معه إلا فى الإنتخابات القادمة ، بل نريده عضوا عاملاً مؤثرا فى حزبه و فى مجتمعه

      2- أن يكون للحزب دوراً تنمويا فعّالا فى المجتمع فالحزب به كوادر علمية و عملية كثيرة معطلة عن التفعيل ، و نحن نعجب لتأخر هذا الدور الذى كنا نظنه على  رأس أولويات الحزب الذى خرج من رحم دعوة خرَجت جيلاً من رواد برامج التنمية البشرية .

        3- أن يتم هيكلة الحزب بشكل علمى ، ونعنى بذلك أن يعاد تنظيمه من الداخل بعمل شبكة إدارية متماسكة لها  قيادات هرمية محددة الوظائف و المهام ، بينها شبكة إتصال داخلية تفرضها لوائح الحزب ، و تكون ملزمة بإجتماعات دورية و تقارير دورية محددة الوجهة  بين المستويات الإدارية تنتهى عند رأس الحزب . ونحن إذ نقدِر  لكل من شارك فى تأسيس الحزب دوره العبقرى فى ظهور هذا الكيان بهذه السرعة ، إلا أننا نؤمن بحتمية هذا التطوير ليناسب الحجم الذى يتبوأه الحزب فى الساحة السياسية الأن .

      4- أن يفعل دور اللجان النوعية فى الحزب بأن تحدد وظائفها و خطط عملها بشكل دقيق و تفصيلى ، ولا تترك للإجتهادات الشخصية كما هو حادث ، حيث تعتبر هذه اللجان ( الإقتصادية ، القانونية ، الثقافية ، التعليم ،......) هى الفاعل الحقيقى لدور الحزب سواء فى العمل السياسى أو الخدمى أو المجتمعى

       5- أن ينص فى اللائحة على آلية إتخاذ القرارات بحيث يكون هناك مشاركة مجتمعية حقيقية بين أعضاء الحزب و قياداته من خلال دورة لإتخاذ القرار تبدأ من القاعدة ، حتى يستطيع الأعضاء حمل رسلة الحزب للمجتمع بكفاءة

      6- إنشاء مكاتب خدمية داخل كل مكتب من مكاتب الحزب بكل أنحاء الجمهورية لتقديم الخدمات للجمهور، و تكون هذه المكاتب محددة المهام و الوظائف وتتبع مسئول إدارى محدد بكل محافظة بالتنسيق مع النواب بمجلسى الشعب و الشورى .

        7-  أن يفرغ النواب للعمل السياسى و لا يسند لهم أى وظائف إدارية داخل الهيكل الإدارى للحزب ، حيث أثبت الواقع إستحالة أداء هذا الدور الوظيفى من النائب

       8- أن يتم إنشاء قسم للبحوث و الدراسات دائم داخل هيكل الحزب

      9- أن لا نقع فى الفخ الذى سقط فيه كل الأحزاب الموجودة بالساحة ألا و هو ممارسة السياسة فى الفضائيات فقط ، دون أن لا يكون لنا دور حقيقى فى الميدان الفعلى

       10-أن يفعَل دور الشباب فى كل مستويات الحزب الإدارية فلا يعقل أن يكون كل أعضاء الحزب من الشباب ويحجب عنهم جلّ الوظائف الإدارية

        11- أخيراً فنحن نؤمن أن المشروع الذى يحمله الحزب هو لنصرة مشروع الأمة وليس لنصرة جماعة أو حزب ، و من ثمَ لزم على كل عضو إستعمله الله داخل الحزب أن يؤدى هذه الأمانة دون تراخٍ ، فقد هرمنا و نحن نحلم بهذه الفرصة ، ولا يسع أحد منا أن يضيعها ،، والله نسأل أن يولى أمورنا من يستطيع بتوفيق الله أن يؤدى هذه الأمانة ،، آمين آمين
                        محمد المرشدى