الجمعة، 21 سبتمبر 2012

فى العلاقة بين الحزب و الدعوة (1)


فى العلاقة بين الحزب و الدعوة

لايختلف إثنان على أن حزب النور هو الذراع السياسى للدعوة السلفية ومناقشة هذه الفرضية نوع من العبث ، ولكن سينشأ الخلاف فى لوازم ما تحمله هذه الفرضية من معان ، وهنا يجب علينا أولاً أن نعرض ماذا يعنى أن حزب النور هو الذراع السياسى للدعوة السلفية  ، و نستطيع أن نجمل ذلك فى :

1-  أن العلاقة بين الحزب و الدعوة علاقة عضوية

2-  أن الحزب مناط به النشاط السياسى

3-  أن الدعوة هى الموجهة الفكرية للحزب

4-  أن الدعوة ككيان فوضت الكيان الحزبى بأداء الدور السياسى

5-  بإعتبار التخصص لا يجوزللكيان الدعوى ممارسة الدور السياسى

6- أننا عندنا كيانان منفصلان إدارياً و متحدان فكرياً

7-  أنه هناك هيئة مُشَكلة من أعضاء الدعوة مناط بها متابعة النشاط السياسى للحزب من خلال آلية محددة


و يلزم من ذلك أموراً نستطيع أن نجملها فى :

1-  أننا عندنا  توصيف وظيفى لكل مسئول فى الكيانين

2-  أنه تبعا لمفهوم التخصص فإن المسئول الإدارى فى كل كيان لا يباشر أى عمل فى الكيان الأخر

3-  أنه لا يوجد تصرف فضولى من العناصر الإدارية للطرفين فى دائرة الأخر، حتى لا يعود ذلك على العمل بالتعارض و إثارة المشاكل لاسيما داخل الحزب و إن كانت الدعوة ليست من المشاكل ببعيدة

4-  أننا عندنا ضوابط  مكتوبة تنظم العلاقة بين الكيانين تسمح للكيان الدعوى بممارسة الدور التوجيهى و الرقابى  للكيان الحزبى ، دونما تدخل مباشر فى الإدارة اليومية لشئون الحزب .


حتى هنا نكاد نتفق جميعاً ، حتى من فتح الله عليه بأزيد  من ذلك فهو متفق معنا على هذا القدر ، و لكننا رغم إتفاقنا سيصدمنا الأداء  السياسى المتواضع فى الأحداث الجارية ، وحتى تتضح الفكرة هيا بنا نناقش الأداء السياسى الأخير لحزب النور فى مسألة الرد على الفيلم المسىء ،، الذى حدث ببساطة أنه فور ظهور الحدث على الساحة توالت الأخطاء و كأننا ليس عندنا مؤسسات كما نزعم ، فقد سارعت رموز الدعوة بالتصريح بأنه ستكون هناك وقفة إحتجاجية أمام السفارة الأمريكية ،، وهذا بكل تأكيد عمل سياسى و ليس دعوى ، وهذا يعنى :

1- أن هناك تصرفات فضولية من رموز الدعوة مما يعنى عدم وضوح الرؤية التنظيمية للعمل

2- أنه لم يستشر الذراع السياسى حتى لإبداء الرأى

3- أنه رغم وجود كيان حزبى إلا أنه لم يجتمع بصورة رسمية كاملة لدراسة الحدث و إعطاء توصيات بردود الأفعال المتاحة و ما هو أفضلها

4- أن رموز الكيان الحزبى ممثلة فى المتحدث الرسمى و أمين الحزب خضعوا بكل بساطة للفخ الإعلامى و سارعوا بتأكيد قرار التظاهر فى وسائل الإعلام عند السفارة الأمريكية دون الرجوع لرئيس الحزب حسب ما نما إلى علمى

5-  أن الكيان الحزبى إستسلم لهذا الخطأ و لم يحاول حتى منعه !!!!!


  ولا يخفى على أحد أن الرؤية السياسية لهذه القضية ستختلف و لا شك عن الرؤية الدعوية ، إذ هناك معطيات كثيرة لم يتفكر بها من سارع بإتخاذ هذا القرار تجعلنا نضع هذا التصرف تحت باب المراهقة الساسية ، أو الخفة السياسية ،  فقد غاب عن متخذ قرار التجمهر عنذ السفارة أشياء كثيرة منها :

1- أننا بدأنا مواجهة لا نملك إنهائها لأنه سيكون فى مسرح الحدث عند السفارة أطراف أخرى تشاركنا فيها

2-  أن هذه الأطراف لا تتحد معنا أيدلوجيا و قد تورطنا فى أحداث لا نتبناها عمليا

3-  أن هناك تجارب يقينية فى أحداث سابقة فى الماضى القريب جداً كمجلس الوزراء و محمد محمود و العباسية و غيرها  ، كان على متخذ القرار وضعها فى حساباته عند إتخاذ القرار

4-  أن إحراج الدولة فى تصعيد كهذا ضد أمريكا قد يجرنا إلى ما لا يحمد عقباه ، سيما و نحن لم ندرس بشكل علمى إحتمالات تبعات هذا التصرف

5-  أنه ليس عندنا قبل الإقدام على هذا التصرف تصورات عملية لمقابلة نتائجه المحتملة

6-  أنه لا يمكن تجاهل موازين القوى و نحن نناقش أى صراع بأى صورة من الصور

7- أنه لم يراع التأثير السلبى  لهذه التصرفات على نظام الحكم المدعوم من الحزب بالبلاد الأن ، و أنه كان المفترض بداهة بموجب هذه الشراكة السياسية التنسيق معه فى إجراء كهذا

8-  أنه لا يصح فى عالم السياسة محاكاة سلوك الأخرين فى الدول الأخرى ، فلكل مقام مقال و لكل حادث حديث


إن الأداء السياسى للحزب فى حادثة الفيلم المسىء كان كاشفا ً وللأسف عن مشكلتان فى غاية الأهمية الأولى : أنه هناك تداخل سافر بين الكيان الحزبى و الكيان الدعوى لا تخطئه العين و الثانية : هى حتمية تأهيل الكوادر الحزبية بأقصى سرعة حتى لا يتسم تصرفها بهذه الصورة التى أقل ما يقال عنها أنها مراهقة سياسية أو خِفّة سياسية ...ولعل فى الفروض التى صُدٍر بها هذا الحديث كثيراً من مفاتيح الحل لهاتين المشكلتين لا سيما الأولى منهما ، و لعله من المسلمات أن المركب التى لها قائدان تغرق ، و قد آن الأوان لنُفَعِل هذه المُسلّمة بلسان حالنا لا بلسان مقالنا ،،إذ  حقيقة الأمر أننا عندنا كيانان (الدعوة و الحزب ) مرتبطان ببعضهما إرتباطا عضويا إلا أنهما سيظلان كيانين منفصلين إدارياً ، إن شئنا  بقائهما ، أما إن وحدناهما إداريا ، فهذا يعنى ببساطة إختفاء أحد الكيانين إن لم يكن كلاهما ،......و للحديث بقية ...    
    محمد المرشدى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق