نحو إدارة حكيمة للأزمة
-
إلى كل التيارات الإسلامية ، إذا كان القرآن الكريم على
قدسيته لم يضمن وجوده بين أيدينا تطبيق شرع الله ، فإن ألف مادة فى ألف دستور لن
تضمن لنا تطبيق شرع الله ، فالقضية ليست فى الصياغة و لكن فى التطبيق ، وعليه فإن أهم الأهداف الأن
هى إيجاد رئيس و شعب – وليس رئيس فقط - يطبقون شرع الله ، فإن لم نظفر إلا برئيس فعلينا الصبر حتى تكتمل أطراف المعادلة . ولا
داعٍ أبداً إلى خلق معارك وهمية حول تطبيق الشريعة ، فالمناداة بها قبل إكتمال
أطراف المعادلة نوعاً من المراهقة السياسية التى قد تؤدى إلى فشل المشروع الإسلامى
فى الوقت الحاضر وضياع الفرصة .
-
إلى العقلاء من جماعة الإخوان المسلمين ، ألم يعد جلياً
أن حِمل إدارة الدولة أكبر بكثير من طاقات كوادر الجماعة ، يا سادة آن الأوان
للشراكة بينكم و بين أقرب التيارات لكم ، لا سيما و أن كل أفعال و أقوال التيار
الإسلامى محسوبة على نظام الحكم الحالى (المتحمل تبعاته الإخوان )، و لا يخفى
عليكم أن حلفاء الأمس بالإنتخابات البرلمانية - من خارج التيار الإسلامى – كانوا هم أعداء
اليوم بل والغد .
-
إلى الدكتور/ محمد مرسى رئيس الجمهورية ،أنت بين خيارين
إما أن تغامر بتجاهل معارضين أو أن تنحن للعاصفة حتى تمر ، ونصيحتى لك أن تخاطب
شعبك حديثاً من القلب ( مكتوب ومعدٌ بعناية فائقة ) و تطلعه على الحقيقة من أن حلم
التغيير لن يكون إلا بيد المخلصين من هذا الشعب ، و أن النخبة الفاسدة لم ولن تنصح
لهذا البلد ، و أنه آن الأوان لأن يملك هذا الشعب قراره و أن لا تُملِى عليه هذه
النخبة الفاسدة أجنداتها ، و أن هذا الشعب الذى حرره الله لن يُختطف بعد اليوم إلا
إذا هو تخاذل عن حقه فى الحياة كريما ، ثم بعد ذلك أقترح عليك أن تُنشىء إعلاناً
دستورياً جديداً يتضمن الأتى (1) وقف العمل بتحصين قرارت الرئيس التالية لتاريخ
الإستفتاءعلى الدستور بغض النظر عن نتائجه . (2) الدعوة لإنتخاب جمعية تأسيسية
للدستور من مائة عضو بالإنتخاب المباشر من الشعب فى حال عدم موافقة الشعب على
الدستور المقترح الأن ، تقوم بتعديل مواد الدستور المقترح و عرضه للإستفتاء فى
موعد أقصاه شهرين من تاريخ تشكيلها.
-
وأعتقد أن بهذا التصور نكون قد وضعنا خارطة طريق واضحة
المعالم لقضيتى التحصين المزعوم لقرارات الرئيس و لقضية الدستور معاً.
-
وإلى الله نمد أكف الضراعة .. اللهم دبر لعبدك مرسى فإنه
لا يحسن التدبير ، فأنت بكل جميل كفيل وأنت حسبنا و نعم الوكيل .
محمد المرشدى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق